احمد محروس المدير العام
عدد المساهمات : 221 نقاط : 676 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/05/2011 العمر : 34 الموقع : مع تحياتى مدير المنتدى م/ احـمد محروس
| موضوع: قصة أبو زيد الهلالي الأحد يناير 01, 2012 6:51 pm | |
| هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه )) الفارس والشاعر المعروف . . . مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . . وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . . فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأما إلحاحه وافقوه على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي للقبيلة فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي استراه , إلا أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . . فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول
يقـول الهـلالـي والهـلالـي سـلامـهشــوف الفـجـوج الخـالـيـات تـــروع يقـول الهـلالـي والهـلالـي سـلامـهيبـغـي الطـمـع وهــو وراه طـمــوع لابـد عقـب الوقـت مـن لايـح الحـيـامـن بـارقـن يـوصـي سـنـاه لـمـوع لابـرقـن إلا فــي حـجــا مستـهـلـهولا طـرقــي إلا مــــن وراه نــجــوع ولا ضـحـك إلا الـبـكـا مـردفــن لـــهولا شـبـعــة إلا مقتـفـيـهـا جـــــوع ولا يـــــدن إلا يــــــد الله فــوقــهــاولا طــايـــرات إلا وهـــــن وقـــــوع ألا يا حمامتيـن فـوق نبنـوب دوحـةوراكـــن فـرقــن والـحـمـام ربــــوع حمامـتـيـن جــعــل تـبـلــن بــنــادرحــر قـطــوع وجـــاري لـــه جـــوع وراكــن مــا تبـكـن علـيـا مظـنـتـيلــو كــان مــا يـجـري لـكـن دمــوع أبكـي عليهـا ليـن حفيـت نـواظـريولانــي بـمـن تدبـيـر الإلــه جـــزوع حشى ما لاق غير الجازي أم محمدعليـهـا ثـويــب الطيـلـسـان لـمــوع تنفـق كمـا نفـق الوغيـد مــع أمــهوتحـط الهـوى فـي قلـب كـل ولـوع
قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته
منـــــــــــــقول للفائدة
| |
|